مشاكل الخصوصية والأمن في برنامج Zoom في دائرة الضوء

يساعد الطلب الكبير لاستخدام برنامج Zoom من قبل الأفراد والشركات على الكشف عن مجموعة من مشكلات الخصوصية والأمن، ففي الوقت الذي يحرص فيه الجميع على البقاء في المنزل لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تنتشر وتتوسع شعبية برامج الاتصال بالفيديو لأغراض العمل والتعليم والترفيه، ومن بين جميع أدوات الاتصال تلك التي ظهرت، برز برنامج المحادثة Zoom زووم.

ساعد الطلب المتزايد بسرعة بين الأشخاص والشركات على حد سواء على الكشف عن سلسلة من تحديات الخصوصية والأمن التي تواجه برنامج Zoom، الذي يتم استخدامه الآن في الاجتماعات اليومية لحكومة المملكة المتحدة، على الرغم من أن وزارة الدفاع البريطانية تمنع موظفيها من استخدام التطبيق.

يواجه صانع التطبيق عاصفة من الانتقادات من جهات مختلفة، بما في ذلك المدافعون عن الخصوصية، وخبراء الأمن، والعديد من المدعين العامين في الولايات المتحدة الأمريكية، ومجلس الشيوخ الأمريكي، ومكتب التحقيقات الفدرالي، واستمرت الأخبار السيئة عن مشاكل البرنامج بالتراكم في الأيام الأخيرة، مما دفع الشركة إلى الرد.

اعتذر مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي (إيريك س. يوان) عن المشكلات، وحدد الإجراءات لتعزيز أمن Zoom وخصوصيته، وأعلن أيضًا عن تجميد الميزات لمدة 90 يومًا، مضيفًا أن الشركة كانت تحوّل جميع مواردها الهندسية إلى التركيز على أكبر مشاكل الثقة والسلامة والخصوصية.

في ما يلي ملخص لخمسة مشكلات رئيسية، كان على Zoom معالجتها منذ الأسبوع الماضي:

فشل سياسة الخصوصية في Zoom:

في الإشارة إلى أن إصدار iOS من التطبيق كان يرسل بيانات تحليلية إلى فيسبوك، حتى عندما لا يكون لدى المستخدمين حساب فيسبوك، وذلك وفقًا لتقرير Vice report الصادر في الأسبوع الماضي، حيث أقرت الشركة بالمشكلة، وأزالت مجموعة تطوير برامج فيسبوك (SDK) لنظام التشغيل iOS، لكن لا يزال Zoom يواجه دعوى قضائية جماعية في كاليفورنيا حول هذا الموضوع.

على الرغم من الادعاءات بعكس ذلك:

وفقًا لبحث أجرته The Intercept، فإن اجتماعات الفيديو والصوت الخاصة بالتطبيق لاتدعم التشفير الشامل، واعتذر مبرمجوا Zoom لاحقًا وأوضحوا أن التطبيق يستخدم تشفير النقل المعروف باسم TLS. والفرق الرئيسي هو أن هذا الأخير لا يضع اتصالات المستخدمين بعيدًا عن متناول الشركة.

التطبيق يحتوي على العديد من الثغرات الأمنية:

على الرغم من أنه تم إصلاحها جميعًا في وقت قصير، وجد مستخدموا ويندوز أنه عرضة لخلل حقن مسار UNC، الذي يمكِّن من كشف بيانات اعتماد تسجيل الدخول إلى ويندوز للأفراد؛ مما يؤدي إلى تنفيذ أوامر عشوائية على أجهزتهم، وهناك ثغرتان تؤثران هذه المرة على مستخدمي Zoom عبر MacOS، بحيث يمكن للمهاجم السيطرة على جهاز الحاسب.

أسقطت شركة Zoom أيضًا خاصية تتبع الحضور:

وهي ميزة مكّنت مضيف الاجتماع من التحقق مما إذا كان المشاركون ينتبهون بالفعل عندما يكون المضيف على وضعية مشاركة الشاشة.

تحذير من مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI):

حذر مكتب التحقيقات الفدرالي من ظاهرة أطلق عليها Zoom-bombing، بعد تقارير متعددة عن قيام المتصيدين والمحتالين بغزو الاجتماعات الخاصة والصفوف المدرسية، وعرضِ صورٍ مزعجة.

من الممكن أن تؤثر هذه المشكلات على عدد كبير من الأشخاص، حيث شهدت المنصة زيادة من 10 ملايين إلى 200 مليون مستخدم يوميًا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، باعتراف (يوان) نفسه، لتحقق Zoom نجاحًا غير متوقع.

وقال يوان: “لدينا الآن مجموعة كبيرة من المستخدمين لمنتجنا بشكل غير متوقع، مما يجعلنا أمام تحديات لم تكن في الحسبان عندما تم تصميم النظام الأساسي”.

كيف تحافظ على سلامتك؟

خلال وقت العمل عن بعد الحالي، ولا يتعلق الأمر بالمؤتمرات عبر الفيديو فقط، يجب ألا نتجاهل جانب الخصوصية والأمن للأشياء، بغض النظر عن مدى البساطة والثراء في أي برنامج، فقد يجلب تهديدات جديدة ومعها تأتي مسؤوليات إضافية، حيث تتضمن أكثر الإجراءات فعالية لحماية أمانك وخصوصيتك عند استخدام Zoom ما يلي:

حماية اجتماعاتك بكلمة مرور، وفحص المشاركين في الاجتماع بمساعدة ميزة (غرفة الانتظار).
حصر مشاركة الشاشة بالمضيف فقط.

تشغيل أحدث إصدار من Zoom.

الامتناع عن مشاركة الروابط أو معرفات الاجتماعات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ضع في اعتبارك استخدام معرفات الاجتماعات بدلاً من الروابط عند دعوة مشاركين آخرين، فهناك زيادة في المحاولات الخبيثة تجاه برنامج Zoom، التي تسعى إلى الاستفادة من النجاح غير المتوقع للتطبيق.

الجيل الخامس: تمهيد الطريق لمستقبل أكثر ذكاءً وتطورًا

يتجه سكان الأرض على نحو متزايد للانتقال والعيش في المدن الكبرى، وعلى نحو افتراضي تشهد جميع دول العالم تضخماً في عدد سكان مدنها، ومن المتوقع أن يتعاظم هذا التوجه خلال العقود القليلة المقبلة. وتشير التوقعات الديمغرافية إلى أن ثلثي سكان الأرض سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، وستشهد التجمعات المدنية الكبرى في العالم خلال الأربعين سنة المقبلة، تزايداً هائلاً في عدد سكانها قد يصل إلى مليون مقيم جديد أسبوعياً.

ومن المؤكد أن هذا الارتفاع الهائل في عدد السكان سيؤدي إلى ارتفاع الطلب للحصول على اتصال أكثر كفاءة وسرعة، مع تدفق أكبر للبيانات وقدرات تغطية أوسع، وبالتالي شبكات فائقة لتوفير خدمات الاتصال المتنقلة من المستوى التالي.

وهنا يأتي دور تقنية الجيل الخامس التي تقدم خدمات اتصال لاسلكية بسرعات فائقة، تحاكي السرعات التي يوفرها النطاق العريض الثابت، مع تميزها بكفاءة في استخدام الطاقة، تفوق كفاءة الشبكات العصرية لتقنية الجيل الرابع.

وتهدف تقنية الجيل الخامس إلى توفير خدمات الاتصال أينما كان، وعلى جميع الأجهزة المتوافقة، كخطوة تالية في عملية تطوير الاتصالات المتنقلة، بحيث تعم الفائدة جميع أفراد المجتمع والقطاعات الاقتصادية المتنوعة. وستدعم التقنية الجديدة مجموعة واسعة ومتنوعة من التطبيقات وحالات الاستخدام، ومن ضمنها المنزل الذكي، وأنظمة سلامة الحركة المرورية، والبنية التحتية الحيوية، والعمليات الصناعية، والتوصيل الفائق السرعة للبيانات، ومن المؤكد بأن دورها سيكون محورياً في تسريع عملية تطوير تقنية إنترنت الأشياء ونشرها.

وتشكل كل هذه التطورات مجتمعة، التحول التكنولوجي الأهم في القرن الحادي والعشرين، حيث ستطال تأثيراته جميع قطاعات المجتمع، ومن ضمنها بالتأكيد، مجتمعات العمال والأسواق المالية، إضافة إلى تغيير آلية الطلب للحصول على المنتجات والخدمات. وعلى نحو موازٍ، سيكون للتقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة، دور محوري في تطوير حياتنا الشخصية والمهنية.

ونظراً لدورها في تلبية الاحتياجات المستقبلية من التطبيقات وحالات الاستخدام الجديدة، ستتوسع قدرات تقنية الجيل الخامس إلى حدود تفوق بكثير قدرات تقنيات الاتصالات المتنقلة من الأجيال السابقة، ومن الأمثلة على ذلك، معدلات سرعات فائقة للبيانات، وكمون شديد الانخفاض، وموثوقية فائقة، وكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، إضافة إلى القدرة على تشغيل عدة أجهزة في مكان واحد وفي وقت واحد، لكن الأمر لا يقتصر حتماً على تعزيز قدرات الهواتف الذكية.

في وقت الأزمات، كتلك التي يشهدها العالم اليوم مع انتشار وباء الكورونا، تُعتبر تقنيات الاتصال والمعلومات غاية في الأهمية، وتعتبر شبكات الاتصالات المتنقلة عنصراً محورياً في عمليات الاتصال المختلفة التي تمكّن العاملين في القطاع الصحي، والمسؤولين الحكوميين في مجال الصحة وقطاعات الأعمال الحيوية من البقاء على اتصال خلال هذه الفترة الحرجة على المستوى العالمي.

ومع توجّه العالم ليشهد مدناً أكثر اكتظاظاً، تبدو الحاجة لتقنية الجيل الخامس أكثر أهمية من أي وقت مضى، مما يضع على عاتقنا المزيد من المسؤوليات تجاه عملائنا والمجتمعات التي نعمل فيها، أو التي نقدم لها خدماتنا. مسؤولية تفرض علينا مواجهة المزيد من التحديات وتعزيز ابتكاراتنا، وبالتأكيد استشراف مستقبل أذكى وأكثر اتصالاً وتطوراً.

6 طرق لإنشاء التطبيقات وتشغيلها وإدارتها وتأمينها بالأسلوب الأمثل

ترتبط أعمال المؤسسات بمجموعة كبيرة من التطبيقات وبصرف النظر عن طبيعة القطاع الذي تعمل فيه أو الجمهور المستهدف، عادةً ما يتم تحديد قيمة هذه المؤسسات بقياس السرعة التي تستطيع خلالها توفير التطبيقات والخدمات العصرية القادرة على إبراز أعمالها وتعزيز تجربة المستخدم لديها، لذا ينبغي على الشركات اتخاذ 6 خطوات أساسية وحيوية لإيجاد بيئة مثالية قادرة على دعم تطبيقاتها.

الحماية المتكاملة:

يتطلب تحقيق هذا الأمر اعتماد منهجية حماية جديدة تكون فيها تقنيات الأمن جزءًا أساسيًا من بيئة العمل وليست مجرد إضافة إليها، وذلك في خضم عالم تنتشر فيه أكبر نسبة من التطبيقات والبيانات خارج نطاق شبكة الشركة بقدر ما توجد داخلها.

يتطلب تنفيذ مستويات الحماية العصرية تحقيق قفزة نوعية تبتعد نوعاً ما عن محاولة صد عمليات الاختراق بأي ثمن كان، لكن تتجه نحو تبني مستويات حماية مدمجة ضمن كل شيء، بما فيها التطبيقات والشبكات، وكل ما يقوم بربط البيانات أو نقلها.

الإدارة المتسقة للتطبيقات:

للتخلص من معضلة الحاجة لبعض المهارات المتخصصة، يجب على تقنية المعلومات التحلي بالقدرة على إدارة التطبيقات على امتداد مختلف أنواع البيئات السحابية، بدءًا من مركز البيانات ومروراً بالجمهور ووصولاً إلى الطرفيات.

وهذا الأمر يتطلب تحقيق مفاهيم المرونة والانسيابية والأتمتة، وذلك من أجل ضمان قدرة فرق عمل تقنية المعلومات على تشغيل التطبيقات بالتوافق التام مع بيئاتهم، والتحلي بهذه الميزة يعني امتلاكهم القدرة على توليد الرؤية الواضحة، والتحكم بالعمليات والأتمتة، وتأمين مستويات الحماية المطلوبة، وتطبيق سياسات الحوكمة من أجل إدارة أنظمتهم وتطبيقاتهم وتشغيلها، حتى على امتداد البيئات السحابية المتعددة.
ضمان قدرة التطبيقات على الانتقال من السحابة إلى السحابة دون الحاجة لإعادة برمجتها:

هناك عدة طرق متبعة لنقل التطبيقات على امتداد أنظمة المطورين، دون الحاجة لإعادة برمجتها المكلفة، بدءًا من إعادة تنصيب نظامها الأساسي ووصولاً إلى تهيئتها لتقبل المنهجيات المتعددة المستويات، الأمر الذي عادةً ما يستعدي تقسيم التطبيق، على سبيل المثال، عمل الواجهة الأمامية للتطبيق انطلاقاً من السحابة العامة، بينما حفظ البيانات يتم ضمن سيرفرات الشركة، وإنشاء تطبيقات قائمة على السحابة من الصفر، أو نشر إصدار للتطبيق وفق مفهوم البرمجيات كخدمة SaaS. والمفتاح لتجنب كل هذه العمليات يتمثل في تحقيق الاتساق الكامل على امتداد قنوات العمليات والبنى التحتية.

تخصيص حزمة واحدة من البرامج لمجموعة واحدة من البيئات:

إن تأمين التماثل مع الإدارة المتسقة، مع وجود حزمة واحدة من البرامج على منصة مشتركة من أجل إنشاء حزمة متكاملة من التطبيقات وإدارتها على امتداد كافة البيئات، يلغي الحاجة إلى شركات التوريد أو فرق العمل المتخصصة بالبيئات السحابية، ويحد من مستوى التعقيد، ويوفر الرؤية الواضحة والمطلوبة على امتداد عدة بيئات.

تعزيز مستوى التشاركية ما بين المطورين والعمليات:

يحتاج المطورون للوصول إلى البرامج والبيئات القادرة على مساعدتهم في إنجاز مهامهم، في حين تبحث فرق العمليات عن طريقة مباشرة لإدارة مهامها، لذا تعتبر التغييرات المستمرة من كوابيس فرق العمليات. لكن الخطر يكمن في ضعف التواصل والتشاركية بين فرق العمليات والمطورين، مما يدفع الأخير إلى البحث والحصول على الموارد خارج هيكلية تقنية المعلومات في المؤسسة، وهو ما يؤدي إلى ظهور مخاطر أمنية محتملة. وفي ظل الدور البالغ الأهمية الذي تلعبه التطبيقات في تعزيز مسيرة نجاح الشركات، بات تحقيق التنسيق الكامل والتشاركية بين المطورين وفرق العمليات أمراً ضرورياً للغاية.

تمكين المطورون من إنشاء التطبيقات ونشرها ضمن أي سحابة عامة:

يرغب المستخدمون بالحصول على التجارب الجديدة بوتيرة متسارعة، إلا أن آلية تسليم التطبيقات والخدمات القادرة على توفير مثل هذه التفاعلات عليها أن تتوافق مع تلك الوتيرة. ولتحقيق هذا الأمر، يحتاج المطورون لنظام أساسي مشترك كي يتمكنوا من إنشاء تطبيقات من أي مكان، ومن ثم نشرها في أي بيئة كانت. لذلك يُعتبر نظام المصدر المفتوح Kubernetes هو الخيار الأمثل لتحقيق ذلك، فهو يقوم على تشغيل منظومة عمل مرنة لسيرفرات الإنترنت لاستقبال التطبيقات السحابية. وقد أعرب 81 في المئة من المستفتين عن رغبتهم في تحلي عمليات تقنية المعلومات بالقدرة على توفير نظام Kubernetes الجاهز للمطورين، بما في ذلك البنية التحتية المخصصة، وإدارة دورة حياة نظام Kubernetes.

هل يحقق الذكاء الاصطناعي نتائج أفضل أم يسيطر على مكان العمل؟

منذ زمن طويل كنا نعتقد بأن دخول الذكاء الاصطناعي إلى حياتنا سيمكنه من السيطرة عليها بالتدريج إلى أن نعيش في عالم تتحكم فيه الآلات، أو ربما كانت تلك الصورة التي نقلتها لنا أفلام هوليوود عن الذكاء الاصطناعي وجعلتنا نصدقها.

استمرت تلك الفكرة بالنمو مع دخول الذكاء الاصطناعي وأتمتة الروبوتات إلى مكان العمل، وشعر الكثير بأن وظائفهم مهددة، وأن الروبوتات قد تستولي على أعمالهم وتترك أعدادًا ضخمة من الناس بلا عمل، وفي الوقت ذاته يتطلع آخرون إلى الجودة التي تضفيها المركبات الذاتية القيادة والأجهزة المنزلية المؤتمتة على حياة الأسرة.

الحقيقة أننا لا زلنا بعيدين عن أي من هذين المشهدين، على الرغم من الاستعانة بتلك التقنية وتطبيقها السريع، لكن ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لنا الآن؟ وكم ستتغير حياتنا في المستقبل القريب؟ سنلقي هنا نظرة على أبرز عناصر النجاح عند استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة في عملنا.

إن كنت تقرأ هذا المقال فأنت على الأرجح تعرف مزايا الأتمتة الذكية على صعيد العمل، فهي تحقق الكفاءة وتزيد سرعة العمليات، وتمكّن البشر من تسخير وقتهم للتركيز على أمور تعزز قيمة الأعمال وترفع من إنتاجية الموظفين، وتدعم توفير التكلفة. لهذا فإن القيمة المضافة المترتبة على استخدام تلك التقنية ستكون هائلة عند استعمالها بالشكل الصحيح.

كما أن هناك تحديات تفرضها الأتمتة، حيث تطرأ الحاجة لتغيير أدوار الموظفين، التي ربما تصبح قديمة أو غير مطلوبة، إلى جانب صعوبات إدارة البيانات وسهولة الوصول والتدريب، وزمن التوقف عن العمل، والمساءلة في المشاريع.

لن يفهم الناس إمكانات التقنية بالكامل أو القيود التي تحد من قدراتها في الوقت الحالي إلا بعد تطبيقها والبدء باستخدامها، فنحن وصلنا إلى مرحلة أتمتة العمليات اليدوية المتكررة، ولكننا لم نصل بعد إلى السيارات الذاتية القيادة على نطاق واسع.

في الوقت الذي نجد فيه روبوتات الذكاء الاصطناعي مميزة في إدارة العمليات ضمن المؤسسة، لا يزال من غير الممكن لها إضافة القيمة إلى الأعمال بالشكل الذي يمكن للبشر فعله، إلا أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة يتمتعان بالقدرة على تغيير أسلوب عمل الناس معًا، مما يتيح للعاملين القيام بعمل أفضل وأسهل وأسرع، وتحسين أسلوب تعاملهم مع مهامهم اليومية.

لتكون أعمالك جاهزة للأتمتة، يجب أن تكون هناك منهجية إستراتيجية تقوم من خلالها بتحديد مجالات الأتمتة وما الذي يجب أن يبقى تحت إدارة البشر.

الروبوتات ليست قادرة على إنجاز كل المهام:

تضيف الأتمتة قيمة إلى العديد من مجالات العمل، إلا أننا لا نزال بعيدين للغاية عن أتمتة قوة العمل بالكامل للتعامل مع جميع جوانب الأعمال، وقبل أن تقوم فرق التطوير ببناء روبوتات الدردشة وأتمتة العمليات لكل ما يخطر ببالها، يجب أن تكون لديها رؤية واضحة لما ستتعامل معه الأتمتة، وما يمكنها إضفاء القيمة عليه.

كما يجب تحديد دور الروبوتات ودور البشر بوضوح، لأنه من المعتاد أن تركز الروبوتات على المهام المتكررة، التي تندرج ضمن العمليات المتسلسلة، بينما يختص البشر بالمهام التي تحتاج إلى التفكير التحليلي والنهج المرن، أو اتخاذ القرارات بدراسة كل حالة على حدة.

ثقافة التحسين:

عادة ما يكون الهدف من الاستعانة بالتكنولوجيا هو إجراء التحسينات في قسم ما أو مكان عمل كامل، ومن النادر استخدامها فقط لأن القسم لديه فائض من الميزانية في نهاية العام.

لكن التكنولوجيا لا قيمة لها بدون البشر الذين يحققون نجاحها، لهذا لا بد من التغيير الثقافي الذي يبدأ من الإدارة العليا وصولًا إلى الموظفين وتشجيعهم على تبني الأتمتة، كما أن تعريف فرق العمل بأهمية الأتمتة وفائدتها لهم، وتدريبهم على كيفية إدارة روبوتات الأتمتة، سيدعم إدارة التغيير خلال العملية بأكملها.

للبشر قيمة أساسية في مكان العمل:

تُظهر العديد من الدراسات أن أداء البشر يكون أفضل عندما يقدّرون قيمة أنفسهم وقيمة العمل الذي يساهمون به في المؤسسة، بعبارة أخرى، عندما يشعر البشر بأهمية عملهم يوفر الذكاء الاصطناعي والأتمتة لهم مزيدًا من الفرص التي تجعلهم يشعرون بقيمتهم، ولكن عند تحليل بعض العمليات ندرك بالفعل كم تنطوي على التكرار الذي يقوض الحماس والإبداع. ومن خلال أتمتة تلك العمليات يتوفر المزيد من الوقت لفرق العمل للقيام بأمور أكثر أهمية وتحفيزًا؛ مما يحسن حياتهم العملية ويمكّنهم من تحقيق فعالية أكبر في العمل.

ماذا يحمل المستقبل القريب؟

لا تزال هناك حاجة للربط بين الناس لتحقيق النجاح على المستوى المؤسسي، ولسنا في مرحلة يمكن فيها إدارة الأعمال من خلال مكان العمل الافتراضي، ولكن مع تطوير الأدوار الوظيفية والأهمية الكبرى التي تُعطى للمهارات الفكرية الدقيقة، فإن هناك دومًا مكاناً لفرق العمل البشرية إلى جانب الروبوتات، ويعني ذلك إمكانية تحقيق قدر كبير من النجاح باستخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة عند اتباع الأسلوب الصحيح والنظر إلى الصورة الكاملة بتمعن، وابتكار طرق جديدة للعمل.